-->

غرابة التغزل بالزوجة في مجتمعنا



من الغرائب التي عشتها، أني ركبت في الحافلةَ صباحا في وسط الزحام، فأخرجت هاتفي أكتب رسائل لزوجتي، فكان مما كتبته عبارات الحب والمودة مرفوقة بأيقونات دالة على ذلك 

 فإذا بي أنتبه إلى ضيف غير مرغوب فيه بجانبي ينظر لما أكتب، ويرمقني بنظرات توحي بالاستغراب واللوم والدهشة، خاصة وأن لباسي كان تقليديا، (الجلباب). ففهمت معنى نظراته ومغزاها، فاقتربت منه وأخبرته أنها زوجتي. فسُر الرجل وابتسم، وارتفع الإشكال ولله الحمد.

كان بإمكاني أن ألا ألتفت إليه البتة، أو أن أنهره عن عمله هذا؛ لأن عمله هذا فيه تجسس على خصوصيات الناس... ولكن فضلت الطريق الآخر من باب تعليمه أنه ليس كل من يتغزل أو يعبر عن حبه يعني أنه يفعل ذلك بالضرورة مع أجنبية عنه.

ثم إن من السنة أن يزيل الإنسان اللبس إذا شك في غيره أنه قد يظن به الظنون، فقد ورد في الآثار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في ليلة من الليالي مع إحدى زوجاته، فمر به رجلان، فأخبرهما أنها زوجته، رفعا لكل لبس.
والله تعالى العاصم من كل سوء وشر، وهو الهادي للصواب.
مواضيع مقترحة